تعادل‏..‏ عادل‏1/1‏ باستاد الكلية الحربية الرئة الحديدية للاعبي الحرس تفوقت علي نجوم الأهلي العشـري نجم المـباراة‏..‏ والهدفان لأحمد سـلامة وأحمـد حسـن


تعادل‏..‏ عادل‏..‏ أسفرت عنه نتيجة مباراة الأهلي وحرس الحدود مساء أمس‏,‏ والتي جرت أحداثها في ستاد الكلية الحربية في الأسبوع الثالث من مسابقة الدوري العام‏..‏ حيث تقدم فريق الحرس بهدف برأس لاعبه أحمد سلامة في الدقيقة‏24‏ من الشوط الثاني قبل نحو عشر دقائق من تعادل أحمد حسن لاعب الأهلي‏.‏

جاءت المباراة قوية تكتيكية من الطرفين‏..‏ قادها اثنان من أهم مدربي مصر الوطنيين الشبان الذين سيكون لهما شأن عظيم في عالم كرة القدم المصرية‏..‏ وإن كان فارق الخبرة لصالح طارق العشري الذي تفوق تكتيكيا بفارق بسيط علي خصمه حسام البدري الذي وقع فريقه في ما لا يقل عن‏17‏ مصيدة تسلل‏..‏

وإن كان يحسب للبدري جرأته في اختيار لاعبيه والتغييرات التي أجراها ورهانه الفني علي أحمد عادل عبدالمنعم وحسين ياسر المحمدي وفرانسيس‏..‏ بينما رجح كثيرا من كفة الحرس حارسه الإفريقي العملاق كاميني الذي سيفتقده الفريق كثيرا في الموسم المقبل‏.‏ أدار المباراة محمد فاروق‏..‏ وكان ـ من وجهة نظرنا ـ موفقا للغاية‏..‏ ولم يكن نجوم الأهلي الكبار محمد أبوتريكة ومحمد بركات ووائل جمعة في حالتهم الفنية العالية المعروفة عنهم‏.‏

بداية حماسية

البداية جاءت حماسية كما هو متوقع إذ يبغي كل فريق الفوز بالنقاط الثلاث‏,‏ غير أن البداية الحقيقية للجمل الفنية التكتيكية كانت في الدقيقة التاسعة من تمريرة متقنة للساحر أبوتريكة سددها بمهارة علي يمين كاميني حارس الحدود الذي أنقذ الموقف‏,‏ قبل أن ينال أحمد كمال إنذارا للخشونة في الدقيقة العاشرة‏,‏ وتبدو السيطرة شبه كاملة للأهلي غير أنها بلا فاعلية نتيجة ليقظة دفاع الحرس وحامي عرينه كاميني‏.‏

ولحفظ ماء الوجه يسدد أحمد عيد عبدالملك في الدقيقة‏(15)‏ تعقبها تسديدة أخري لأحمد سلامة‏,‏ ثم يعاود الأهلي هجومه القوي وسط تشجيع جماهيري كبير‏,‏ ثم هبط الأداء فجأة بعد أن نجح لاعبو الحرس في امتصاص حماس الهجوم الأحمر المتواصل وينال أحمد فتحي إنذارا للخشونة وسط سخط جماهيري واضح علي الحكم محمد فاروق‏.‏

وينال شريف عبدالفضيل الوافد الجديد تحية حارة من المدرجات بعد تألق لافت في أكثر من كرة‏,‏ ويبدو من سير الأحداث أن فريق الحرس يتعمد تعطيل اللعب والإبطاء من إيقاع المباراة بغية التعادل‏,‏ ولا بأس من العودة بالنقاط الثلاث بالاعتماد علي الهجمات المرتدة‏.‏

ويقوم كاميني بدور الليبرو أكثر من مرة‏,‏ ويفسد محاولات فرانسيس وأبوتريكة وبركات‏.‏ ويعاني أحمد عيد عبدالملك من استهجان الجماهير وغضبها في كل كرة يلمسها تقريبا لعدم نسيانها أحداث مباراة السوبر التي شهدت طرد أحمد السيد مدافع الأهلي بإخراج متقن من أحمد عيد‏.‏

وبخبرة كبيرة يوازيها نشاط شبابي متدفق ينجح لاعبو خط وسط الحرس في جمع شتات الفريق والسيطرة علي الموقف من خلال تضييق المسافات مع وجود تنظيم وتمركز وتدعيم دفاعي قوي‏.‏

ولا يمكن الحكم في هذا الشوط علي الصاعد الواعد أحمد عادل عبدالمنعم الذي لم يختبر بشكل حقيقي في هذا الشوط لندرة هجمات الحرس‏,‏ وإن وضح أنه نجح نفسيا في التعامل مع الأعداد الضخمة للجماهير في المدرجات والخصوم الأقوياء ممن هم علي شاكلة فريق الحرس الذي أدي أفراده شوطا تكتيكيا علي مستوي عال من المهارة والفهم‏.‏

ونستطيع أن نقول عن الشوط الأول إن الأهلي افتقد التمريرة قبل الأخيرة التي كان يعوزها الدقة دائما وهو ما أدي إلي رقم قياسي من التسلل الذي يجيد نصبه بجدارة دفاع الحرس باعتباره عنصرا مكملا لطريقة لعب‏2/4/4‏ التي يجيدونها كما أن فريق الحرس يمتلك معظم أفراده رئة حديدية‏,‏

وقد داست أقدامهم كل سنتيمتر من أرض الملعب بقيادة محمد مكي والهردة وأحمد كمال وأحمد حسن مكي وكان يقابله افتقاد لاعبي الأهلي للدقة في التمرير والبطء في أخذ الأماكن‏..‏ ويبقي بعد ذلك السؤال‏:‏ هل سيكون باستطاعة لاعبي الحرس الصمود‏45‏ دقيقة أخري أمام الضغط المتواصل من لاعبي الأهلي؟‏!‏
علينا الانتظار لمعرفة الإجابة‏.‏

تعادل‏..‏عادل‏!‏
ويستهل النصف الثاني من المباراة أحداثه بعملية ولادة لموهبة جديدة اسمها أحمد عادل عبدالمنعم الذي تصدي لهدف محقق ما كان سيلومه أحد لو سكنت الكرة مرماه في الدقيقة الخامسة ونتصور ان هذه الكرة تحديدا ربما تكون نقطة تحول كبيرة في تاريخه الكروي وفي عمر حراسة المرمي للنادي الأهلي‏.‏

وربما كان لنزول عبدالسلام نجاح‏(‏ صاحب الرئة الحديدية الخامسة في فريقه‏)‏ اثره البالغ في زيادة الروح القتالية لدي الفريق‏,‏ وظلت الجبهة اليمني للأهلي نقطة ضعف واضحة في الفريق‏,‏ ولذا ظلت الجبهة اليسري بقيادة جيلبرتو هي عنصر الإزعاج الوحيد للحرس وينال عبدالسلام نجاح إنذارا بسبب حماسه الزائد في الدقيقة‏14‏ التي تشهد قرار المدير الفني حسام البدري بإشراك حسين ياسر المحمدي بدلا من أحمد علي غيرالموفق‏.‏

ويصنع فرانسيس في الدقيقة‏21‏ فرصة للتهديف تنم عن موهبته كمهاجم قدير لايحتاج إلا إلي الوقت لإثبات وجوده‏.‏ ويقود حسين المحمدي أكثر من هجمة ولكن التمركز الدفاعي المتقن للحرس يضع لاعبي الأهلي في تسلل دائم ولا أدري سببا واحدا لهذا الرفض المستمر لأحمد حسن لاعب الأهلي علي الأداء المميز لمحمد فاروق حكم اللقاء‏!.‏

وبينما أحمد حسن مشغول بالاعتراض ومن ثم إثارة الجماهير ضد الحكم إذ بالموقف يتأزم كثيرا إذ بعبد السلام نجاح ينطلق من جهة اليمين ويرسلها عرضية سريعة علي رأس أحمد سلامة في الدقيقة‏24‏ والذي يسكنها المرمي ولا يتحمل مسئوليتها الحارس الواعد أحمد عادل عبدالمنعم‏,‏ وتتزايد هجمات الأهلي بعد الهدف وتتضاعف خطورتها وكلها بحلول فردية من اللاعبين المهاريين بينما لاعبو الحرس يلعبون بطريقتهم الروتينية التقليدية التي اعتادوا عليها ويؤدونها بفهم واتقان‏.‏

وفي الدقيقة‏34‏ ينطلق الفارس الجديد حسين المحمدي اقصي اليسار ويهدي الكرة إلي أحمد حسن الذي يسجل هدف التعادل لفريقه‏,‏ ويشارك المعتز إينو بدلا من أبوتريكة‏,‏ وأسامة حسني بدلا من فرانسيس ـ يقابل هذا ـ وفي الوقت نفسه تقريبا ـ خروج اثنين من أصحاب الرئة الحديدية للحرس هما الهردة وأحمد حسن مكي‏,‏ وكأن كلا المدربين البدري وطارق العشري ينازلان بعضهما البعض في مباراة شطرنج‏.‏

ورغم سرعة الإيقاع والحماس المتدفق لدي لاعبي الفريقين إلا اننا كنا نلمح في الدقائق الأخيرة اكتفاء لاعبي الفريقين بالتعادل الإيجابي من منطلق ان الأهلي كان مهزوما ونجح بصعوبة في التعادل‏,‏ بينما تفكير لاعبي الحرس ان التعادل مع الأهلي في القاهرة شرف كبير لأي ناد بمصر‏,‏ لذا اتسم الأداء في الدقائق الست المحتسبة وقتا بدلا من الضائع بالرضا مع التمثيل الفني المتقن برغبة كل فريق في الفوز‏.

تعليقات