تجدد الصراع بين «التليفزيون» والقنوات الخاصة بسبب تفويض «الجزيرة» فى تسويق مباراة مصر والجزائر


صورة ضوئية للعقد الموقع بين التليفزيون والقنوات الخاصة
تجددت الأزمة بين القنوات الخاصة واتحاد الإذاعة والتليفزيون، بعد قرار أنس الفقى، وزير الإعلام، عرض مباراة مصر والجزائر على التليفزيون المصرى فقط، وتفويض قناة الجزيرة فى تسويقها على الفضائيات الأخرى، بسبب اصطدام القرار مع الاتفاق الذى وقعه رؤساء القنوات المصرية الخاصة مع الوزير وأسامة الشيخ، بصفته رئيس قطاع القنوات المتخصصة فى ذلك الوقت، والذى نص على أن تكون الحقوق الممنوحة للقنوات متساوية، أى لا تمُنح أى منها ميزة إضافية، سواء كانت المؤتمرات الصحفية بعد المباريات أو كواليس مباريات الأندية والمنتخبات الكروية، واللقاءات من الملاعب قبل وبعد المباريات، وكذلك التدريبات فى جميع المسابقات والمراحل السنية لمنتخبات كرة القدم.
ونص الاتفاق أيضاً على تفويض وزير الإعلام للتفاوض مع الاتحاد المصرى لكرة القدم، نيابة عن القنوات الموقعة، فى شراء الحقوق المشار إليها، وبصفته المسؤول الأول عن الإعلام فى مصر لثقتهم فى شخصه الداعم للقنوات الخاصة، حسب نص الاتفاق، الذى تم بمبادرة من الدكتور وليد دعبس، رئيس مجلس إدارة قنوات مودرن، الذى أقنع رؤساء مجالس إدارة القنوات الخاصة بالتوقيع وقدم لهم عددا من الضمانات.
وقال دعبس، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: أجرينا اتصالاً هاتفياً بوزير الإعلام بخصوص المباراة، وقال لنا إن شركة صوت القاهرة اشترت حق بث المباراة، وإنه لا يستطيع بيع المباراة لقنوات أخرى، حتى لا تخسر شركة صوت القاهرة، خاصة أنها شركة منفصلة وليست لها علاقة بما يحدث فى التليفزيون، وأضاف: كلام الوزير فيه مغالطة واضحة لأن الشركة تتبع التليفزيون، والجميع يعلم ذلك.
أضاف دعبس: القنوات الخاصة لن تترك الموضوع يمر بسلام، وقال: «لسه بنعافر عشان نعرض الماتش، ورغم الاتفاق المبرم بيننا فإن شركة صوت القاهرة باعت حق عرض المباراة لقناة الجزيرة»..
وأضاف: «واضح جدا أن التليفزيون أخذ موقفاً عدائياً من القنوات الخاصة، رغم أنه ليس فى حاجة لمثل هذه المؤامرات لأن من حقه بث المباريات دون دفع أى مبالغ مادية..
وتابع: منذ ٣ أيام أرسلت لنا صوت القاهرة قائمة بالمبالغ التى يجب دفعها إذا أردنا بث المباراة، وهى كالتالى: مليون جنيه، ثم ٥ ملايين جنيه قيمة خطاب ضمان، وأن تكون الإعلانات من خلال شركتهم، وهذا أسلوب غريب جدا، ويبشر بمزيد من المشكلات بين التليفزيون المصرى والقنوات الخاصة فى كل البرامج الرياضية والفنية والسياسية.
وأضاف: «هناك مشكلة أخرى فى اتحاد الكرة، هى أن معظم أعضاء المجلس قدموا استقالتهم، وسمير زاهر يبيع المباريات دون ممارسة، وأسامة الشيخ يماطل القنوات الخاصة يمينا ويسارا ويضع الإعلام الحكومى فى اتجاه والإعلام الخاص فى اتجاه آخر،
موضحاً أنه غير نادم على المبادرة التى أطلقها للتعاون بين الإعلام الخاص والحكومى، وقال: «اللى عملته ده الصح، ومش ندمان عليه، رغم إنى حسيت إن الإعلام الحكومى عندما إحتاج إلينا أخذ يهلل بالإعلام الخاص ويعدد إنجازاته، وبعدها باعنا فى أقرب فرصة».
من جانبه قال محمد عبدالمتعال، رئيس شبكة تليفزيون الحياة: «إن القنوات الخاصة ممثلة فى (الحياة ودريم ومودرن وأوربت) وقعت عقدا مع التليفزيون المصرى، بإمضاء المهندس أسامة الشيخ ممثلا عن وزير الإعلام أنس الفقى.
وأضاف: اتفقنا على أن تكون الحقوق الممنوحة للقنوات متساوية أى لا تُمنح أى منها ميزة إضافية، سواء كانت المؤتمرات الصحفية بعد المباريات أو كواليس الأندية والمنتخبات الكروية واللقاءات من الملاعب وينطبق هذا على المسابقات وجميع المراحل السنية لمنتخبات كرة القدم، أوضح: فوضنا أنس الفقى للاتفاق مع اتحاد الكرة وأى اتصال أو اجتماع كان يتم بعلم أسامة الشيخ.
وتابع عبدالمتعال: شراء صوت القاهرة حق بث مباراة مصر والجزائر خرق للبروتوكول الموقع بين القنوات، وأضاف: «لا أعتقد أن وزير الإعلام يعلم بما قام به وليد عيسوى، المسؤول عن شركة صوت القاهرة، من خرق للبروتوكول واعتبر ما حدث كان دون عمد، لكن يجب أن يوضح لنا الوزير هذا ويتدارك الخطأ، لأن عدم عرض المباراة على القنوات المصرية الخاصة والشروط المجحفة التى وضعتها الشركة يضعنا أمام حل واحد هو الاعتراض على قرار الوزير».
وأضاف: «اجتمع أمس كل ممثلى الفضائيات المصرية الخاصة الموقعة على الاتفاقية لتحديد الموقف الذى سنتخذه ضد هذا القرار، أصله بالطريقة دى اللى جاى أكتر من اللى راح.. ولما سألت وليد عيسوى عن اللى بيحصل ومين السبب فيه، ولماذا لم يتم الاعتداد باتفاقنا مع أسامة الشيخ، رد وقال لى: أسامة الشيخ لا يمثل إلا نفسه وهو حر فيما فعله».
وطالب عبدالمتعال وزير الإعلام بالتدخل للفصل فيما يحدث خاصة أن وليد عيسوى تعامل مع المسألة وكأنه يحارب القنوات المصرية الخاصة، وتساءل: «لمصلحة مين الجزيرة اللى طول النهار بتشتم فى مصر ومعروف موقفها منها تعرض المباراة وتحرم منها القنوات المصرية الخاصة التى احترمت اتفاقها مع الوزير ورفضت الخروج عليه».. وقال: «أدعو لحل سلمى قبل أن يتطور الموقف ويتحول إلى ساحات القضاء».
وقال أسامة عزالدين، رئيس مجلس إدارة قنوات دريم، إن ما حدث من وكالة صوت القاهرة أمر غريب، وفيه تعد على حقوق القنوات واتفاقاتها، فهى تفرض علينا إعلاناتها وكأننا لم نوقع مع وكالات أخرى.
ووصف عزالدين ما يحدث بأنه «خراب بيوت» لأن الإعلانات مستواها هبط كثيراً فى الفترة الأخيرة. وتساءل: «هو التليفزيون عايز يشتغل لوحده ويخلينا نقفل قنواتنا.. طب لما هو عايز كده بيعمل معانا اتفاقات ليه وبرتوكولات تعاون ويخدعنا تحت لافتة الإعلام المصرى، ده غير إن أغلب القنوات الخاصة تعانى من خسائر كبيرة منذ فترة بسبب الأزمة المالية العالمية، وبنستنى أى ماتش بفارغ الصبر عشان يعوضنا عن الخسائر.. وبصراحة لو الحال مشى زى ما هو عليه سأقترح على الدكتور أحمد بهجت إغلاق القناة».
وأكد عزالدين أن مسؤولى تليفزيون «الحياة» كانوا يشعرون بما سماه «الخديعة»، ورفضوا فى البداية التوقيع على الاتفاق وقال: «لكننا ضغطنا عليهم وأجبرناهم على التوقيع والآن همّا طلعوا صح واتورطنا كلنا.. وبصراحة دى حركات ناس مالهاش كبير يسمعوا كلامه، لأن هناك أكثر من اتفاق يتم، ودائما ما يخلف التليفزيون وعوده».
وأكد أنه لا يعلم شيئا عن أى حلول يمكن أن تفض هذا الاشتباك. وقال: «أسامة الشيخ بيقول كلام وإبراهيم العقباوى، رئيس شركة صوت القاهرة، بيقول كلام تانى، والوزير فى شرم الشيخ ولا على باله».

تعليقات