بعد الخروج من تصفيات كأس العالم ، الأهلي يواجه بتروجيت في الدوري المحلى المصري

انفض المولد ، وخرج المنتخب المصرى من التصفيات المؤهلة لكأس العالم للمرة الخامسة على التوالى خلال 20 عاما ، وان كان قاب قوسين أو ادنى من التأهل هذه المرة ، وحان الوقت للعودة الى الدورى المصرى ، الذى توقف كثيرا من أجل دعم وتجهيز المنتخب المصرى الاول خلال الفترة الماضية ... ومع عودة الدورى ، يواجه النادى الاهلى غريمه الحالى وأقرب الفرق المتنافسة على بطولة هذا الموسم ( نادى بتروجيت ) فى اطار مباريات الأسبوع التاسع ، وستدور عجلة المباريات سريعا نظرا لخوض المنتخب المصرى منافسات بطولة "الامم الافريقية" بعد شهر وبضعة أيام من الآن .. وسيكون الاهلى مطالبا كالمعتاد بتحقيق انتصار تلو الآخر قدر المستطاع للحفاظ على قمته التى يسعى معها ان يحافظ على درع البطولة المحلية للعام الخامس على التوالى باذن الله!

بعد الخروج من تصفيات كأس العالم ، الأهلي يواجه بتروجيت في الدوري المحلى المصري

من المتوقع أن الاحباط العام الذى خلفه الخروج المعتاد من تصفيات المونديال العالمى أن يؤثر على متابعة الدورى المصرى وربما على مستوى أداء الفرق عند البداية الجديدة ، الا ان استمرار مباريات الاسابيع القادمة قد يعيد الحياة الى الكرة المحلية ويفرز وجوها جديدة قد تفيد فى تجديد دماء المنتخب المصرى قبل خوضه بطولة افريقيا للدفاع عن لقبه القارى الذى يحمله لمرتين متتاليتين ، وربما قد يتمكن من الفوز بالكأس الحالية مدى الحياة اذا ما تمكن من حصد البطولة القادمة ، ولكن الامر لن يكون أبدا سهلا فى ظل تواجد أقوى 16 فريق بحق فى القارة الافريقية ..

وبعيدا عن الاحداث التى لاحقت مبارتى الجزائر الأخيرتين ، فان الاهلى يبدو أنه سيعانى الى حد كبير من جراء اشتراك مجموعة كبيرة من نجومه خلال الفترة الماضية ، وعاد أغلبهم باصابات كبيرة ، بالاضافة الى الحالة النفسية التى ستؤثر بالتأكيد على الأداء بعد ضياع فرصة هذا الجيل فى الوصول الى المونديال الافريقى الحلم ، الذى أصبحت لعنته تطاردنا دوما بلا أى سبب مقنع سوى اننا نحتاج الى اعادة هيكلة كل ما يتعلق بكرة القدم تحديدا ودراسة الاسباب المنطقية للخروج المتكرر منذ 20 سنة ،

وهى فترة زمنية ليست بالهينة أبدا ، وبعيدا عن الصراخ الاعلامى الكبير لحادثة كبيرة تحتاج هى الاخرى للدراسة والوصول الى أفضل الحلول السياسية ، يجب ان يقوم كل متخصص فى عمله .. ولكننا نعشق خلط الاوراق دوما ، ويجب علينا دراسة هذه الحالة الاخيرة تحديدا لنعرف ونفهم دورنا فى الأزمنة القادمة ، والتى من خلالها يجب أن ندرك كيف سنتعامل مع كرة القدم فى مصر ، ومع الاتحاد الدولى لكرة القدم لاحقا ، وحتى الاتحاد الافريقى نفسه ، بالاضافة الى كيفية ادارة علاقاتنا مع كل الدول المجاورة وحتى البعيدة ....

بطولة هذا العام كما أفردنا وغيرنا كثيرا سابقا تعتبر من أقوى المواسم التى تشهد تواجد عدد كبير من اللاعبين الموهوبين القادرين على منح الدورى المصرى مذاقا مختلفا وقد تاتى بالجديد فى النتائج والتتويج وحتى الهبوط فى نهاية البطولة ، التى كلما سارت بقوة وتنظيم ، تقف لأسباب عديدة منها الكثير الخارج عن الارادة ، وسنرى مباريات قوية جدا فى توقيتات متقاربة للغاية فى ظل ضرورة انهاء الدور الاول من البطولة قبل بدء منافسات امم افريقيا ، وهو ما سيترتب عليه ضرورة ترتيب الاوراق الداخلية لكل الفرق فى ظل لعب مباراة كل 4 أو 5 أيام على أقصى تقدير ... وبالتالى ، قد تعود المتعة والاثارة الى دورى مصر المحلى الذى قد يبعدنا عن أجواء الغضب والمرارة التى تخلفت من الأحداث الاخيرة سواءا الخروج الكروى أو الاقليمى !

الاهلى ، بما يمتلكه من مواهب متعددة ، سيحاول تجاوز الاحباطات الحالية والدفع باوراقه الجاهزة بدنيا ونفسيا ، ولعلها فرصة لظهور بعض الشباب المميز الذى يحتاج الى فرصة حقيقية بالاضافة الى دكة البدلاء القوية التى قد يحتاج اليها الأهلى الآن أكثر من أى وقت مضى ، وخاصة انه يواجه منافس أكثر من مميز ، يجيد اللعب مع الكبار ويهزمهم بمنتهى البساطة لما يمتلكه هو الآخر من لاعبين موهوبين وجهاز فنى محترم وقوى جدا ... وبالتأكيد فان الكابتن / حسام البدرى الذى سار فى الفترات الاولى من الدورى بصورة طيبة ، بدأت تظهر معها أنه يمتلك القدرة على ادارة الفريق نحو التألق مستمرا على نفس منوال البطولات التى لم تغب عن القلعة الحمراء طوال السنوات الماضية ، وان كنا نسير معه بهدوء خطوة خطوة لكى لا نظلمه سواءا بالنقد القاسى أو حتى بالمدح المبالغ فيه .. فكلاهما شر لابد من تجنبه لكى نكون على الطريق السليم ..

وضع الفريقين فى جدول الدورى

والمباراة المقامة باستاد "السويس" ستكون عصيبة للغاية – كرويا – بين فريقين كل منهما قادر بمنتهى الامانة على تحقيق الفوز ، وان كان الاهلى يتفوق دوما على نظيره البترولى المحترم ، وعادة ما تخرج هذه المباريات فى اطار رياضى وتنافسى رائع ، نستمتع به كرويا وفنيا ، وسيكون امرا جيدا ان نخرج من خلاله من الاحباط الذى يشعر به كل من يحب ويتابع ويفهم كرة القدم بعيدا عن أى احداث أخرى ... والوضع الحالى للفريقين يؤكد – حتى الآن – ان "بتروجيت" هو الاقرب كثيرا للقمة خلف "الاهلى" بفارق 3 نقاط فقط ، ويتفوق بتروجيت بهدف هجوميا بينما يظهر دفاع الاهلى أقوى من نظيره البترولى كثيرا ، ولهذا سيبذل "الكابتن / مختار مختار" قصارى جهده ليحقق فوزا قد يشعل القمة لفترة ليست بالقصيرة وقد يشجع هذا باقى الفرق المنافسة للدخول فى الصراع .. وخاصة أن الاهلى تنتظره عدة مباريات قوية خلال الفترة القليلة القادمة .. فهل ينجح مختار فى ذلك ؟

كلا الفريقين يمتلك نجوما كبارا جدا ، ولكن فى ظل غياب الثنائى ( أبو تريكة وبركات ) عن الاهلى ، فسيكون على "البدرى" اختيار لاعبيه بتأنى شديد وان كان الخط الهجومى مكتملا بعض الشئ ، فان هذه المباراة سيتحمل عبئها كله خط وسطه فى ظل وجود أفضل لاعبى الوسط فى مصر حاليا ضمن صفوف بتروجيت ، فــ "محمد وأحمد شعبان" ومعهما عبد الحكيم والمتميز "وليد سليمان"، سيمثلون خطرا كبيرا على وسط الاهلى .. وربما تشكل عودة "السيد حمدى" اذا ما تمكن من لعب المباراة بعد غياب طويل ، أقول انها ستشكل خطورة أكبر على دفاع الاهلى لما يمتاز به المهاجم المميز من مهارات رائعة .. وسيعتمد الأهلى على قوة ومهارة الثنائى "متعب وفضل" وان كنا نتمنى عدم تأثر متعب كثيرا من الخروج المونديالى الاخير ..

ومن خلال قائمة الـ 19 ، فان الاهلى قد يلعب بالتشكيل الآتى :

أحمد عادل عبد المنعم

سيد معوض – أحمد السيد – وائل جمعة – أحمد على

أحمد فتحى – معتز اينو – حسام عاشور

أحمد حسن

عماد متعب – فرانسيس(محمد فضل)

لقاءات الفريقين السابقة


منذ صعود "بتروجيت" الى الدورى الممتاز موسم 2006/2007، لعب الفريقان 6 مباريات سويا فى الدورى المصرى .. ولم يفز فيها أبدا فريق "بتروجيت" .. وكان آخر لقاءات الفريقين قد انتهى بالتعادل الايجابى 2/2 أيضا فى السويس فى الدور الثانى لبطولة الموسم الماضى ..

الجدير بالذكر ان نادى بتروجيت قد تأسس عام 1980 ، ووصل الى المركز السابع فى أول ظهور له بالبطولة .. وتلاها الموسم الماضى باحتلاله المركز الخامس ...

ننتظر مباراة قوية .. قد تنسينا الاحداث الماضية ، أو على الأقل تخفف قليلا من تأثيرها ... ربما !


تعليقات