الإعدام للطباخ و15 سنة لزوجته.. قاتلي هالة فايق


محمد الطوخي
جريمة بشعة ارتكبها المتهم بطريقة وحشية تقشعر من هولها الجلود.. دون أن يكون في قلبه موضع للندم فكان قلب شيطان في جسد إنسان ولم تتحرك نفسه ومشاعره أثراً للأسي فأسال هذا الدم البريء للمجني عليها لسرقة أموالها وحباً في جمع المال وانفاقه ببذخ.
بذلك بدأت محكمة جنايات الجيزة جلسة النطق بالحكم في قضية مقتل هالة حسين فايق مديرة الائتمان ببنك مصر.. عاقبت المحكمة المتهم سامح نجيب محمد "طباخ" بالإعدام شنقاً. وزوجته نعمات أحمد مرزوق "خادمة" بالسجن المشدد 15 سنة.
وقالت المحكمة إن المتهم اقترف جرمه معتدياً علي حرمات الله فدخل الشقة بدون استئذان واعتدي علي سيدة آمنة واستباح دمها علماً بأن القتل من الكبائر التي حرمها القرآن والأديان السماوية لقول الرسول - صلي الله عليه وسلم - قتل مؤمن يعدل عند الله زوال الدنيا" واعتدي أيضاً علي حرمة مال المجني عليها واستولي عليه بالقوة فلم تجد المحكمة سبيلاً للرحمة والرأفة مع المتهم ورأت في القصاص منه عبرة إعمالاً بقول الله تعالي: "ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تفلحون".
رأت المحكمة أن أمانة المتهمة التي ظلت عليها سنوات طوال في خدمة المجني عليها قد شفعت لها وتسببت في تخفيف عقوبتها وأكدت المحكمة بأن تلك هي المرة الوحيدة التي خانت فيها مخدومتها وأمام الحاح زوجها ومطالبتها مرتين بقيامها بمفردها بالسرقة دون جدوي إلا أنها تخلت عن الأمانة وثقة مخدومتها وضعفت أمام رغبة زوجها واتفقت معه علي السرقة للإنفاق علي بذخه الذي اعتاد عليه من عمله بالخارج وأمدته بالمعلومات الدقيقة والمحددة ووصفت له معالم الشقة من الداخل والخارج وأخبرته بتواجد والدة المجني عليها بمفردها وأن في ذلك اليوم ستنتهي إقامة والدة المجني عليها بالشقة وعدم ثبوت تواجد المتهمة علي مسرح الجريمة.
وأصدرت المحكمة حكمها بإجماع الآراء وبعد موافقة فضيلة المفتي بمعاقبة المتهم سامح نجيب محمد السيد "33 سنة" طباخ بالإعدام شنقاً عن تهمة القتل العمد المقترن بالسرقة كما عاقبته بالحبس سنة واحدة مع الشغل عن تهمة إحراز مواد مخدرة. وعاقبت نعمات أحمد مرزوق وشهرتها نعمة "35 سنة" خادمة بالسجن المشدد 15 سنة واستخدمت المحكمة حقها في الرأفة بالمتهمة الثانية إعمالاً لنص المادة 17 من القانون.
قالت المحكمة في حيثيات حكمها التي أودعتها في 15 ورقة بأنه تم تعديل قيد ووصف الاتهام للمتهمة الثانية من فاعل أصلي في الجريمة إلي اشتراكها بالاتفاق والمساعدة وأنه ثبت الدليل علي ذلك الاتفاق من اعترافها بأنها أمام الحاح زوجها وافقته علي السرقة وساعدته وأرشدته إلي حجرة المجني عليها وخزينتها وموضع ترك الأموال بدولاب حجرة المجني عليها وهو الأمر الذي استخلصت المحكمة من أن حجرة نوم المجني عليها تقع في نهاية الشقة بين 4 حجرات أخري للنوم قبلها وأن المتهم لم يدخل سوي تلك الغرفة ودعمت المحكمة ذلك باعتراف المتهم من قيام زوجته بإرشاده عن تلك الغرفة وذكرت المحكمة أن غرفة المجني عليها بها دولابان كبيران وأن قيام المتهم بفتح باب الدولاب الذي به متعلقات المجني عليها ينم عن علمه الدقيق بالتفاصيل التي أمدته المتهمة بها وباعترافها بأنها فتحت الدولاب قبل الجريمة بناءً علي تكليف من المجني عليها لها بترتيب محتوياته فشاهدت من المبالغ النقدية والمشغولات الذهبية وأرشدت المتهم عن شراء المجني عليها لخزينة وضعت بها متعلقاتها وهو الأمر الذي دفع المتهم للبحث عن مفاتيحها في حقيبة يد المجني عليها.
ذكرت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة المستشار محمود سامي كامل بأن القانون لم يشترط وجود شاهد رؤية في الجريمة بل إن القرائن والأدلة تؤكد ارتكابه الجريمة وأن المتهم توافرت لديه نية القتل وطمع في أموال المجني عليها فأعد للسرقة عدتها وأدواتها.. فاقتحم شقة المجني عليها شاهراً سلاحه لإدخال الرعب والخوف في نفسها وعندما قاومته واستمرت في دفاعها عن نفسها أصابها بجروح في وجهها ويديها ورأي لزاماً عليه إسكاتها فطعنها في بطنها طعنة أودت بحياتها ولم يرحمها بعد أن سقطت علي الأرض فسدد لها طعنة غادرة في ظهرها حتي يتأكد من إزهاق روحها.
صدر الحكم برئاسة المستشار محمود سامي كامل وعضوية المستشارين معتز خفاجي ومحمد منصور حلاوة بحضور محمد عيسي فخر رئيس نيابة جنوب الجيزة الكلية بأمانة سر علاء فرج وإبراهيم فوزي وأحمد علي.
أحضر المتهمان وأودعا قفص الاتهام وسط حراسة أمنية مشددة بإشراف العميد أحمد رشوان رئيس حرس المحكمة والعقيد وائل مرسال رئيس مباحث الترحيلات.
تضمنت أوراق القضية أنه في يوم 3 مايو الماضي عثر علي جثة المجني عليها هالة حسين فائق "56 سنة" مدير عام إدارتي الائتمان والقروض ببنك مصر زوجة المستشار علي شكيب - مساعد وزير العدل السابق نائب رئيس محكمة النقض داخل مسكنها بالطابق الثامن بالعقار 51 شارع مراد بالجيزة مصابة بعدة طعنات وملقاة علي السجادة في صالة الشقة بالقرب من بابها واكتشف رجال المباحث باب الخزينة مفتوحاً ومسروقاً منها بعض المبالغ المالية والمشغولات الذهبية.. وأن وراء ارتكاب الجريمة المتهمين اللذين تم إلقاء القبض عليهما وأحالتهما النيابة إلي المحكمة وبعد 67 يوماً من الجريمة أصدرت المحكمة حكمها المتقدم.
بعد الحكم
"أنا القاتل.. زوجتي بريئة".. هذه الكلمات ظل المتهم سامح يرددها بعد الحكم وقال إنها لم تعلم شيئاً عن الحادث بينما ردت عليه المتهمة نعمات بأنها تحدثت معه عن أن المجني عليها غنية ولديها أموال كثيرة وأنها لم تكن متواجدة في مكان الحادث وظلت بعد الحكم تلطم خديها في حرقة وحزن شديد وقالت لزوجها: منك لله طمعك ضيعني.. بينما استقبل المتهم الحكم ببرود أعصاب وظل يردد بأن كل ما يشغله هو حكم زوجته لأنه توقع مصيره منذ اللحظة الأولي للقبض عليه.

تعليقات

  1. مشكككككككككككككككككككككككككككككككككور

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفراعنة يبحثون عن الأرقام القياسية .. والنسور تسعى للتحليق عبر موزمبيق