الصابرة المحتسبة

يقول استشاري في جراحة القالب والشرايين في إحدى محاضرته القيمة:
في أحد الأيام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف كان يوم الثلاثاء وفي اليوم التالي كان الطفل في احسن وجاء يوم الخميس وكانت صدمة له حيث قال جائت إحدى الممرضات وقالت قلب توقف عن العمل فذهبت لطفل وأجريت تدليك للقلب اسمترت 45 دقيقة وفجأة بحمد الله عاد القلب للعمل مرة أخرى وقال :للوالدة الطفل أن سبب توقف القلب كان بسبب نزيف في الحنجرة (وأتوقع أن دماغه مات) لا تتخيل ماذا هل صرخت؟ هل صاحت ؟هل قالت أنت السبب؟ لا والله لقد قالت بكل إيمان الحمد لله وذهبت وتركته وذهبت ؛؛وبعد عشرة أيام تحرك وحمدوا الله جميعا وتأكدوا أن دماغه في حالة جيدة وبعد اثني عشر يوما توقف القلب فذهبت وأجريت تدليك للقلب لمدة 45 دقيقة ولكن دون جدوى قال لأمه: لا أمل قالت: الحمد اللهم إن كان في شفائه خيا فاشفه يارب؛؛وبحمد الله عاد القلب للعمل ولكن توقف ست مات بعد ذلك إلى أن تمكن أخصائي القصبة الهوائية بأمر من الله أن يوقف النزيف ويعود قلبه للعمل .ومرت ثلاثة أشهر ونصف والطفل في الإنعاش لا يتحرك ثم بدأ وإذا به يصاب بمرض غريب وعجيب وعظيم في رأسه  لم يرى مثله,فقلنا للأم : أن ولدك ميت لا محالة فإن كان نجى من تقف القلب لا يمكن أن ينجو من الخراخ, فقالت: الحمد لله ثم تركته وذهبت فقاموا بتحويل الحالة إلى جاحي المخ والأعصاب وتولوا معالجته ثم بعد ثلاثة أسابيع بحمد الله شفي من الخراج لكنه لا يتحرك وبعد أسبوعين يصاب بتسمم عجيب وتصل حرارته إلى (41.2) درجة مئوية فقال للأم: إن دماغ ابنك في خطر شديد لا أمل في نجاته.فقالت بصبر ويقين : الحمد لله ,اللهم إن كان في شفائه خيرا فاشفه .بعد ذلك بفترة وجيزة تقفت الكلى فقال للأم : لا أمل هذه المرة قالت : الحمد لله وتركتني ككل مرة ودخلوا في الأسبوع الأخير من الشهر الرابع وقد شفي الطفل تماما بحمد الله ثم ما أن دخلوا في الشهر الخامس إلا ويصاب بمرض عجيب لم يره  في حياته  إلتهاب في العشاء البلوري حول الصدر وشمل المناطق المجاورة مما أضطره لفتح الصدر وجعل القلب مكشوفا  وعندما وصلت حالة الطفل لهذه المرحلة قال للأم:لا يمكن علاجه بالمرة لاأمل لقد تفاقم وضعه ؛ فقالت:الحمد لله .
مضى ست أشهر ونصف وخرج الطفل من الإنعاش لا يتكلم ولا يتحرك ولايضحك وصدره مفتوح بحيث يمكن روئية القلب ينبض والأم هي التي تساعد في تبديل الغيارات صابرة محتسبة؛؛؛؛؛بعد خروج الطفل من المستشفى بسنة ونصف خبره احدهم أن هناك من يريده فسأل من هم؟قال:لا يعرف ذهب لرؤيتموإذا هم والد ووالدة ذلك الطفل الذي  اجريت العمليات السابقة وكان مثل الوردة وكأن لم يكن به شئ ومعهم مولودجديد وسأل الأب عن المولود الجديد هل هو رقم (13)أو(14)من الأولاد ؟فقال أنه الثاني وأن الولد الذي اجريت له العمليات السابقة كان أول من يأتينا بعد (17)عاما من العقم  وقال له :أنا متزوج من هذه الرأة منذ(19)عاما وطول هذه المدة لم تترك قيام الليل إلابعذر شرعي لم يشاهد عليها غيبم ولا نميمة ولا كذب وإذا خرجت من البيت تدعوا له وتستقبله وترحب به وتقوم بأعمالها بكل حب وحنان .ويستضيف حيث يقول :لا أستطيع بكل هذه الأخلاق والحنان الذي تعاملني به زوجتي أن أفتح عيني فيا حياء منها وخجلا ؛فقال الدكتور: ومثلها لايستحق ذلك بالفع منك.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفراعنة يبحثون عن الأرقام القياسية .. والنسور تسعى للتحليق عبر موزمبيق